فشلت تجربة الموسيقى الهادئة والإضاءة الخافتة في المكتب، كما لم تنجح محاولة التحول من قناة «إكسترا نيوز» إلى «ديسكفري» في خفض قراءة ضغط الدم ومستوى السكر، وفجأة تذكرت أن أسعد لحظات طفولتي المبكرة كانت بعد صلاة الجمعة عندما تصطحبني أمي أو جدي لمشاهدة فيلم في سينما «مترو» أو «راديو» أو «ريفولي» بجوار منزلنا وسط القاهرة، حيث جرت العادة أن يتم عرض فيلم كارتون من إنتاج «ديزني» قبل عرض الفيلم الروائي الأصلي، وكنت أشعر أن الجميع كان يسعد ويضحك مع أشهر فأر في العالم «جيري» وهو يصنع المقالب الظريفة للقط الطيب «توم» في افلام " وارنر براذرز " تتصاعد الضحكات البريئة من صدور الجميع..
إذاً العودة لبراءة الطفولة ربما تكون العلاج المناسب، وخصوصاً إعادة مشاهدة أفلام ديزني المدبلجة باللهجة المصرية والتي لعب بطولتها الصوتية فنانون كبار مثل: عبدالرحمن أبوزهرة (سكار في «ذا ليون كنج») ومحمد هنيدي (تيمون)، ويحيى الفخراني وهاني رمزي وسامي مغاوري وغيرهم، فضاعفوا نجاح أفلام ديزني، وزادوا المتفرجين إسعاداً.
نقرت كلمة «ديزني» باللغة العربية على لوحة مفاتيح اللابتوب، اختصاراً للوقت حتى تظهر لي روائع ديزني باللهجة المصرية، .. وليتني ما فعلت، كانت الصدمة التي ترفع الضغط والسكر ـ وأشياء أخرى! ـ كانت رؤوس الموضوعات التي ظهرت مفجعة: كيري بورك رئيسة ديزني تقول: لا يعقل أن يكون لدينا هذا العدد الضئيل من الشخصيات (المثلية) في أفلامنا، أنا أم لطفلين مثليين، ومنذ الآن سنحرص على وضع أكبر عدد من هؤلاء في أفلامنا المقبلة»!
وأعقبتها عشرات العناوين مثل: ديزني تقتحم المنطقة المحظورة ـ ديزني تدعم المثليين ـ فيلم ON WARD لديزني يتم منعه في الخليج لوجود شخصيات مثلية.. أما أهمها فكان تصريح رسمي يقول:
(ديزني تتعهد بإنتاج 50% من الشخصيات الكرتونية الداعمة للمثلية).. هو في إيه؟ وهل أصبح المثليون يمثلون نصف تعداد سكان المعمورة؟!..
شخصياً وأعتقد أن معي 90% من سكان الكوكب لدينا قضايا ذات أولوية تفوق قضايا مجتمع الـ«ميم» كما يسمونه، نقص الغذاء والجوع ـ حروب المياه والعطش القادم ـ الأوبئة ومكافحتها ـ الحروب وفواجعها وآثارها ـ سوء معاملة الأطفال وحمايتهم.
ولكن.. ومن نفس منطلق «الحرية» ـ أرفض أن تتعمد «ديزني» و«نتفليكس» وغيرهما أن تؤثر في سلوك أحفادي أو توجههم إلى طريق «المثلية» مستغلة حبنا التاريخي لميكي وبندق وميمي وبطوط!!.. إلهي يرفع ضغطك وسكرك ياللي كنت السبب!
انتبهوا لما هو قادم واحذري يا أم كريم وأنت يا أم تامر لأن تيمون وبومبا ممن «يحولون» أطفالكم إلى «مثليين»!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء..
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.