قبل أكثر من 2000 عام تعطّر تراب مصر المحروسة بخطوات مباركة سار أصحابها على أرضها واحتموا بحماها من بطش الطغاة في رحلة مقدسة استمرت لحوالي 5 سنوات وشقوا طريقهم من سيناء إلى عمق الصعيد قبل أن يعودوا إلى فلسطين بعد أن نزلوا في 25 موقعا، وقطعوا قرابة 3500 كيلومتر.
عن «رحلة العائلة المقدسة» أتحدث، وعن مريم العذراء التي حملت السيد المسيح رضيعا ومعهما يوسف النجار وهربوا من بطش الملك هيرودس الأول الذي كان قد أمر بقتل كل طفل دون العامين، حتى لا تتحقق نبوءة قدوم المسيح، فما كان من يوسف النجار إلا أن اصطحب السيدة مريم العذراء والسيد المسيح گ وهو رضيع دون العامين وهربوا جميعاً إلى أرض الكنانة مصر ليبدأوا «الرحلة المقدسة» التي نجحت مصر أخيرا في الانتهاء من إعداد مسارها ليكون أهم رحلة عالمية للحج المسيحي في مصر، وتم قبل أيام تسجيل الاحتفالات المرتبطة بها على قوائم التراث غير المادي لـ«اليونسكو»، محدداً 25 وجهة على طول الرحلة في مصر، وتصبح أهم رحلة روحية يتلمس آثارها أتباع الديانة المسيحية من كل أنحاء العالم.
مبروك لمصر نجاح الجهود المتواصلة منذ عام 2013 وننتظر أن تكون «رحلة العائلة المقدسة» هي أيقونة السياحة في مصر لعقود طويلة مقبلة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.